المشاركات

الجولة الأخيرة يقينًا لأهل الحق

 قال تعالى: {أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}. "..قال ابن عباس وغيره: يريد بالناس قومًا من المؤمنين كانوا بمكة وكان الكفار من قريش يؤذونهم ويعذبونهم على الإسلام؛ كسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد وعمار بن ياسر وياسر أبوه وسمية أمه وعدة من بني مخزوم وغيرهم، فكانت صدورهم تضيق لذلك وربما استنكر أن يمكن الله الكفار من المؤمنين. قال مجاهد وغيره: فنزلت هذه الآية مسلية ومعلمة أن هذه هي سيرة الله في عباده اختبارًا للمؤمنين وفتنة.  قال ابن عطية: وهذه الآية وإن كانت نزلت بهذا السبب أو ما في معناه من الأقوال فهي باقية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، موجود حكمها بقية الدهر، وذلك أن الفتنة من الله تعالى باقية في ثغور المسلمين بالأسر ونكاية العدو وغير ذلك. وإذا اعتبر أيضًا كل موضع ففيه ذلك بالأمراض وأنواع المحن ولكن التي تشبه نازلة المسلمين مع قريش هي ما ذكرناه من أمر العدو في كل ثغر..." - [تفسير القرطبي]. _ قد ينتصر الباطل في جولة، جولات.. ولكن الجولة الأخيرة يقينًا لأهل الحق.. {إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}.. قال ا...

فلا تزكوا أنفسكم

 {فلا تزكوا أنفسكم}. {ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا}. فليحذر المسلم من إعجابه بنفسه وغروره بها [كأن يقول: "أنا من حسنات المذهب الحنبلي.. وأنا وأنا وأنا"..الخ] وأن يحتقر غيره، فمثل هذا العجب مهلك.. قال ﷺ: (..ثلاث مهلكات: شح مطاع، و هوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه..). [السلسة الصحيحة، قال الألباني: حسن لشواهده]. والمخلص دائما ما يرى نفسه مفرطا.. {وما توفيقي إلا بالله}، وأخرج البخاري في الصحيح تعليقا عن ابن أبي مليكة رحمه الله وهو من كبار التابعين قال: "أدركت ثلاثين من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، ما منهم أحد يقول إيماني على إيمان جبريل وميكائيل، وما منهم أحد إلا وهو يخاف النفاق على نفسه".. فاللهم ارزقنا الإخلاص وثبت قلوبنا.

غدير خم

 #غدير_خم  أخرج الإمام أحمد وغيره عن بريده قال: (....ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه). [قال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين]. _ والموالاة لها معان عدة في اللغة العربية، منها: النصرة، المحبة، المتابعة، المبايعة. ‏قال تعالى: {مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}.. فهل الولاية هنا = المبايعة/الاستخلاف؟ فالولاية في الحديث = المحبة والنصرة، كما قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، وهي واجبٌ علينا ونتقرب بها إلى الله تعالى، نتقرب إليه بمحبة آل البيت ونصرتهم.. دون الغلو فيهم. ‏والصحابة وعليٌّ نفسه ما فهموا من قوله ﷺ ذاك أنه نصٌّ باستخلاف علي رضي الله عنه، والرسول ﷺ نصَّ على استخلاف أبي بكر، في الحديث الوارد في الصحيحين: (...ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).. وعليٌّ ثبت أنه بايع أبا بكر، كما جاء في صحيح مسلم: (...ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه)، ‏وإن كان حقًا في ذلك النص دليل باستخلاف علي.. لماذا لم ينطق علي بذلك بل بايع أبا بكر؟ لماذا كتم ذلك؟ ألم يقل تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه...

أول واجب أوجبه الله على عباده

 أول واجب أوجبه الله على عباده هو توحيد العبادة؛ قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. ولهذا كان كل رسول من رسل الله يبتدئ دعوته بقوله: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا الله مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ}. وقال ﷺ في الحديث: (فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل). ومعرفة الله والإقرار بها أمر مستقر في الفطرة، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}، وقال ﷺ في الحديث: (كل مولود يولد على الفطرة..). "..ومن هنا يتضح منه أهل السنة في قولهم: إن أول واجب على المكلف هو عبادة الله تعالى. مع أن العبادة لابد أن تبنى على معرفة، فتلك المعرفة مستقرة في النفوس، والخروج عنها طارىء شاذ في أحوال الناس، فبنوا حكمهم في أول الواجبات على الأصل الذي عليه غالب الناس.." وعلى هذا اتفق السلف إلى أن ظهرت على المسلمين بدع أهل الكلام.

دلائل نبوته ﷺ

 • دلالة نبوة النبي ﷺ: "..النبوة إنما يدّعيها أصدق الصادقين، أو أكذب الكاذبين، ولا يلتبس هذا بهذا إلا على أجهل الجاهلين!.." - دليل الكمال الأخلاقي: *شهادة قومه له بالأمانة والصدق.. فعن صدقه ﷺ: قول هرقل لأبي سفيان والذي أخرجه البخاري: (..وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فذكرت أن لا؛ فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس، ويكذب على الله). وعن أمانته ﷺ: تبليغه الآيات التي فيها عتاب من الله له، مثل قوله تعالى: {عبس وتولى}. - الدليل الحسِّي: *أعظمها: عجز العرب عن معارضة الكتاب الذي جاء به ﷺ. *انشقاق القمر. *الشفاء بريقه وبمسحة يده ﷺ. - الأخبار الغيبية: *الإخبار بمقتل عمار رضي الله عنه. *الإخبار بخروج الخوارج. *الإخبار بفتح فارس. *حديث أن من علامات الساعة (أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان). - القرآن الكريم: *الإعجاز القرآني. *الأخبار الغيبية غير أخبار السنة، مثل قوله تعالى: {الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين}. *العلوم التي لم يعرفها العرب ولا يستطيعونها مع أن النبي ﷺ نشأ بينهم. - أخبار الكتب السابقة:...

محاكمة المذاهب البشرية

 قاعدة وضعها د. سامي عامري في كتابه "العالمانية طاعون العصر".. وهي: أنه يجب محاكمة كل مذهب بشري إلى شهادة التوحيد، وبعد ذلك يكون الحكم عليه.. فتنظر إلى الإلحاد/العالمانية/النسوية مثلًا، وتسأل نفسك سؤالًا: ما حقيقة هذا المذهب أو المذاهب البشرية في ضوء شهادة التوحيد؟ مثاله: العالمانية في ألطف صورها تُقَدَّم على أنها: "فصلٌ للدين عن الدولة/السياسة" وحقيقتها: "نزع القداسة عن العالم".. لكن نحاكم الأول إلى شهادة التوحيد.. فعندنا أقسام التوحيد الثلاثة: - الربوبية: إفراد الله بأفعاله. - الألوهية: إفراد الله بالعبادة. - الأسماء والصفات: إثبات الأسماء الحسنى والصفات العلا لله وحده بلا تمثيل أو تكييف أو تعطيل أو تحريف. فنرى أن العالمانية في ألطف صورها: "فصل الدين عن الدولة/السياسة" مصادمة لتوحيد الربوبية! إذ مما يختص به الله تعالى الخلق والأمر: {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ}، "والذي تفرد بخلق هذا الكون تفرد كذلك بحق هدايته وتوجيه الخطاب الملزم إليه، فالخلق والأمر من أخص خصائص الربوبية وأجمع صفاتها.." وقال تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أ...

الله أكبر

 "الله أكبر" هذه اللفظة التي تتكرر في كل أذان وإقامة أكثر من مرة.. تمر على أسماعنا في أوقات مختلفة من اليوم، لتملأ اليوم.. تطرق طبلة الأذن ولكنها كثيرًا ما تقف على عتبة الباب ولا تدخل القلب.. ولو تدبرناها وفهمناها وآمنا بها حق إيمان.. لكان تعاملنا مع هذه الحياة أقل إيلاما، فالله أكبر من همومك وأوجاعك، أكبر من مرضك ومن قلة حيلتك.. أكبر من الظَلَمَة مهما علت رتبهم.. أكبر من الظُلْمَة التي تشعر بها في قلبك، أكبر من هذه الحياة كلها وما فيها. فتذكر دائمًا هذه المعانِ عندما تمر بك هذه اللفظة وقف عندها، خذ وقتك في تدبرها، ثم انظر إلى واقعك هذا الذي تعيش، هذه الصعوبة وهذا الضيق وهذه السوداوية وهذا الظلم.. ستخرج من لحظة التدبر هذه بما يطمئنك ويثلج صدرك وتتسلى به.. "الله أكبر"، فعلِّق قلبك به، بالعظيم، ودرِّب لسانك على دوام ذكره، سماع هذه اللفظة في اليوم أكثر من مرة وفي أوقات مختلفة من اليوم لتملأ اليوم، طمأنة للمؤمن، مثلجة لصدره.. مسلية له.