غدير خم

 #غدير_خم 


أخرج الإمام أحمد وغيره عن بريده قال: (....ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه). [قال الأرناؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين].

_

والموالاة لها معان عدة في اللغة العربية، منها: النصرة، المحبة، المتابعة، المبايعة.

‏قال تعالى: {مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير}.. فهل الولاية هنا = المبايعة/الاستخلاف؟

فالولاية في الحديث = المحبة والنصرة، كما قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، وهي واجبٌ علينا ونتقرب بها إلى الله تعالى، نتقرب إليه بمحبة آل البيت ونصرتهم.. دون الغلو فيهم.

‏والصحابة وعليٌّ نفسه ما فهموا من قوله ﷺ ذاك أنه نصٌّ باستخلاف علي رضي الله عنه، والرسول ﷺ نصَّ على استخلاف أبي بكر، في الحديث الوارد في الصحيحين: (...ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر).. وعليٌّ ثبت أنه بايع أبا بكر، كما جاء في صحيح مسلم: (...ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه)، ‏وإن كان حقًا في ذلك النص دليل باستخلاف علي.. لماذا لم ينطق علي بذلك بل بايع أبا بكر؟

لماذا كتم ذلك؟

ألم يقل تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}.

بل وردت نصوص يمدح فيها علي الشيخان أبا بكر وعمر.

‏وكيف يتواطأ آلاف الصحابة على إخفاء ذلك الأمر؟ هل كانوا يخفون في بواطنهم جميعًا المعاداة لعلي؟

كيف ذلك والله تعالى زكى بواطنهم؟

{لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا}.

{فعلم ما في قلوبهم}!

‏وآية: {اليوم أكملت لكم دينكم}، نزلت في حجة الوداع، قبل موقعة غدير خم، كما هو ثابت في الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه.

_

جاء عن علي رضي الله عنه قوله: (...قال: يَهلَكُ فيَّ رجلان محبٌّ مُفرِطٌ يُقرِّظُني بما ليس فيَّ ومُبغضٌ يحملُه شَنَآني على أن يَبْهتني). [رواه أحمد]، ‏فأهل السنة وسط بين هذا المحب المفرط والمبغض الشانئ.. وفضائل علي رضي الله عنه ثابتة في كتب أهل السنة ومتواترة.

"يا رَبّ زِدني رُشدًا في مَحَبَّتِهِم

 وَاشفِ فُؤادِيَ مِن أَهلِ الضَلالاتِ"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

في العقيدة (تلخيص شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين).

الله أكبر